الأربعاء، 17 أكتوبر 2007

يا أيها البطل المغوار



كفكِف دموعًا جرت في الخد كالوادي = وارفع جبينك، إذ تُنمى لبغدادِ


وانس المراثيَ، قد ولّت مجالسها = واقرأْ من الفخر ما يحلو لإنشاد


ما ذا زمان البكا ! فانفض دموعك وانْـ = شُر في الفضاء لحونَ القائد الحادي


أنت الإمامُ لنا، تروي محافلُنا = من طيب ذكرك ما يزهو به النادي


أنت الضياء الذي من نوره قبسٌ = للسائرين، وأنت الكوكبُ الهادي


يا قدوةً للذين استُضعفوا حقبًا = ملوا من القهر، واشتاقوا لأمجادِ


عدتْ عليهم ضباع الكون قاطبةً = وهم أسودُ الشرى تغلي بأحقاد


حتى رأوا فيك – والإظلام يكنفهم - = نارا على علم تبدو لمُرتاد


علّمتهم أن عيش الذل ما اكتملتْ = رياه قطّ، ولا دامت لمنقاد


علمتهم أن طعم العز في أسل = ظمأى، وجرد عتاق تملأ الوادي


النصر في مدفع يَرمي الحتوفَ، وليْـ = ـسَ اليومَ في صُحف تتلى وأوراد


الفتح في ساعدٍ يشتدّ، لا خطب = تروي حكايات آباءٍ وأجداد


المجد في سهر الليل البهيم على = ثغرٍ يعدّ التَّوى فيه لأوغاد


يُرمون فيه بضرب لا انكسار له = يُصمي الأعادي، ويروي غُلة الصادي


وتلتقي فيهم الأسياف مصلتة = فيها فراقٌ لأرواح وأجساد


علمتهم رفع هامٍ طالما انبطحتْ = للظالمين، لأحقابٍ وآباد


علمتهم شرب كأس العز مترعةً = وإن أديرت بتشريد وإبعادِ


علمتهم أن توحيد الإله يُنا = في ذلةً لطواغيت وأنداد


هذي المهانةُ معْ توحيد خالقنا = - عند التدبر – جمعٌ بين أضداد


أسمعتَهم بلسان الفعل تذكرةً = تغنيهم عن مواعيظ وإرشادِ


حتى مضوا ينشدون الفجر مؤتلقًا = تزول من نوره غفْلاتُ رُقّاد


وأقبلوا ينثرونَ البشرَ في أملٍ = واستبدلوا بالبكا، ترنيمة الشادي

يا أيها البطل المغوارُ: دمتَ لهم = ليثا هِزبرا، وطودًا بين أطوادِ

شوال 1428

السبت، 13 أكتوبر 2007

يا رب فرج كربتي ..


يا رب فرج كربتي = يا رب واغفر حوبتي

قد مسني ضر الهوى = فاكشف غياهب غفلتي

إن كان فعلي آثما = فالحزن عمّر مهجتي

فلعل حزني نافعي = والحزن أول توبتي