الاثنين، 8 سبتمبر 2008

أَلـمَّ الشيبُ


أَلـمَّ الشيبُ في زمنِ الرُّقادِ = وأوهامُ الكَرى مِلْءُ الوِسادِ
فقمتُ .. ولستُ أدري أينَ أمضي = وأينَ مسيرُ قلبي دونَ زادِ
وكيفَ أغذّ سيري في اغترابي = وكيفَ أثيرُ نارًا في رَمادي
أسيرُ كمثلِ عصفورٍ جريحٍ = يُقَلِّبُهُ المُنى بين البلادِ
تميلُ به السماءُ على هَواها = وتَجرحه مُدى المُزنِ الغَوادي
إذا سلكَ السُّراةُ عَذلتُ ضعفي، = وإن يصِلوا أَلُمْ قُبحَ اتِّئادي
أحقًّا قد مضتْ سنواتُ لهوي = وأينعَ زرعُ عمري للحصادِ؟
أحقًّا صرتُ وحدي حين أمشي = يسحُّ الدمعُ من غيمِ انفرادي؟
أحقًّا أَطفأَتْ لُججُ الليالي = لهيبَ العزمِ في جَنبيْ فؤادي؟
أحقًّا صَوَّحَ الروضُ المريعُ الـ = ـذي في حسنه كان ارتيادي؟
أحقًّا أنهجَ البردُ الموَشّى = وصِرتُ أُرى بأسمالِ الحِدادِ؟
تُؤرِّقُني بَقايا ذكرياتي = وتَحرمني اللذيذَ من السُّهادِ
تُذكّرني بآمالٍ كبارٍ = سموتُ بها على رُتبِ العبادِ
وأحلامٍ من الشّمّ العوالي = كسَرتُ بصخرِها جورَ الأَعادي
وأوهامٍ فرشتُ بها بساطي = فأصبحَ لي بها شوكُ القتادِ !
وصارتْ شمسُ فكري في أفولٍ = وعادتْ لُجَّتي مثل الثِّمادِ
وأقفرَ من وجودي كلُّ دربٍ = وأُودِعَ سيفُ عزمي في الغِمادِ
أُغَرِّدُ في سماءِ الشِّعرِ لحنَ الـ = جُمودِ، وقد دنا صوتُ المُنادي !

07 رمضان 1429

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق